الحمى المالطية ... الاعراض والتفاصيل

 



تخيل أن كوبًا من الحليب الطازج قد يكون جسرًا غير متوقع إلى عالم الجراثيم. أو أن لحظة عمل في مزرعة قد تحمل مخاطر خفية. الحمى المالطية ليست مجرد عدوى بكتيرية، بل هي حكاية عن تداخل عالم البشر والحيوانات، وكيف يمكن لتصرف بسيط أن يُحدث تأثيرًا كبيرًا على الصحة.  

 ما هي الحمى المالطية؟  

الحمى المالطية، أو ما يُعرف علميًا بـ Brucellosis، هي عدوى بكتيرية تنتقل من الحيوانات إلى البشر بطرق متعددة. يمكن أن تكون هذه العدوى نتيجة لتناول منتجات الألبان النيئة أو غير المبسترة، استنشاق الهواء الملوث، أو حتى ملامسة سوائل الحيوانات المصابة. ورغم أن الحمى المالطية تبدو للوهلة الأولى كمرض نادر، إلا أنها تؤثر على مئات الآلاف من البشر والحيوانات حول العالم.  



 أعراض الحمى المالطية

قد تظهر أعراض الحمى المالطية خلال أيام إلى شهور من الإصابة، مما يجعل تشخيصها صعبًا في البداية. وتشمل الأعراض الأولية:  
 الحمى والقشعريرة: ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة.  
 التعب والضعف: شعور مستمر بالإرهاق.  
 آلام المفاصل والعضلات: ألم قد يجعل الحركة تحديًا.  
 التعرق وفقدان الشهية: تغييرات تؤثر على جودة الحياة اليومية.  

لكن الأمر لا يتوقف هنا. في الحالات المزمنة، قد تمتد المعاناة لسنوات مع أعراض أكثر تعقيدًا، مثل:
  
 التهاب بطانة القلب (Endocarditis): قد يكون قاتلًا إذا لم يُعالج.  
 التهاب المفاصل والعمود الفقري: ألم مستمر وصعوبة في الحركة.  
 التهابات الجهاز العصبي: قد تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي.  



 كيف تنتقل العدوى؟  

الحمى المالطية هي تذكير حيّ بأن الاتصال الوثيق بين البشر والحيوانات يحمل مخاطر. تشمل أبرز طرق انتقال العدوى:  
1. منتجات الألبان النيئة: الحليب غير المبستر، والجبن، والزبدة المصنوعة من حيوانات مصابة.  
2. استنشاق الهواء الملوث: يحدث هذا في المسالخ والمزارع والمختبرات.  
3. التلامس مع الحيوانات: سوائل الجسم مثل الدم أو المشيمة للحيوانات المصابة قد تكون مصدرًا للعدوى.  



 من هم الأكثر عرضة للخطر؟  

رغم أن المرض نادر في بعض الدول، إلا أن هناك مجموعات معينة أكثر عرضة للإصابة:  
 المزارعون والأطباء البيطريون.  
 العاملون في المسالخ والمختبرات.  
 المسافرون إلى مناطق ينتشر فيها المرض، مثل جنوب أوروبا، آسيا، وأمريكا اللاتينية.  



 هل يمكن الوقاية من الحمى المالطية؟  

لحسن الحظ، يمكن تقليل خطر الإصابة باتباع بعض التدابير الوقائية البسيطة:  
1. تجنب منتجات الألبان النيئة: حتى لو بدت مغرية، فإن البسترة هي صمام الأمان.  
2. طهي اللحوم جيدًا: الالتزام بدرجات الحرارة المناسبة يقتل البكتيريا.  
3. ارتداء القفازات: خصوصًا عند التعامل مع الحيوانات المريضة أو أنسجتها.  
4. التطعيم: تطعيم الحيوانات يقلل من انتشار المرض.  



 لماذا يجب أن نهتم؟  

الحمى المالطية ليست مجرد مرض، بل هي درس في الترابط بين البشر والبيئة المحيطة. إنها تذكير بأن الصحة مسؤولية مشتركة، تبدأ من اختيار ما نأكله، إلى كيفية تعاملنا مع الحيوانات من حولنا.  

لذا، في المرة القادمة التي تشرب فيها كوبًا من الحليب أو تعمل بالقرب من الحيوانات، تذكر: القليل من الحذر قد يقيك الكثير من الألم.

شارك الموضوع